وزيرة الثقافة من حمص: الهوية الوطنية، محدداتها ومهدداتها، في لقاء مع عدد من المفكرين والأدباء ودكاترة الجامعة


الحقيقة ـ فايز العباس

حمص

٢٠ / ٣ / ٢٠٢٤

 ركزت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح خلال اللقاء الحواري مع نخبة من المثقفين والمفكرين الحمصيين مفهوم الهوية الوطنية، محدداتها ومهدداتها” ضمن الجلسة الحوارية في مديرية ثقافة حمص صباح اليوم، على مكونات الهوية الوطنية ومعالمها، وأهم الطرق الكفيلة بتعزيزها، ضمن مشروع وطني تعمل الوزارة على تنفيذه، بالتشاركية والحوار مع مجموعة من المثقفين والمفكرين والأدباء، مؤكدة أن ملف الهوية الوطنية ضمن اهتمام الدولة و أن وزارة الثقافة أخذت على عاتقها فتح هذا الملف وإعادة بنائه عبر عدة محاور، محور مفاهيمي نتفق فيه على مفاهيم وأساسيات وتعريفات تكون نقطة انطلاق لبناء استراتيجية، ثم سننتقل إلى الخطوات الإجرائية والتي ستتكفل كل جهة بتنفيذها.

وفي تصريح للإعلام أشارت الوزيرة مشوح، أن الحرب أثرت على بعض الأفكار و القيم، لذلك كان لا بد من إعادة النظر في مجمل المنظومة الفكرية والقيمية، لمعرفة مفاهيمها وكل ما يميزها للبناء على هذه المعطيات، وأوضحت أنه تم الاستناد إلى ورشات عمل أقيمت في عدد من المحافظات خلال الفترة الماضية، واليوم تقام في حمص مع مجموعة مميزة جداً من المفكرين والأدباء وأساتذة الجامعات الذين لهم رؤيتهم ويمكنهم النقاش بحرية مطلقة، وسقف الحوار غير محدد، واليوم و في المرحلة القادمة سنقدم تعريفا دقيقا للهوية الوطنية والفرق بينها وبين الهوية الثقافية ومكونات هذه البنية الوطنية وتجلياتها ومهدداتها والوسائل الناجعة على الأرض، لإعادة بناء مفهوم الهوية الوطنية والانتماء الوطني،

وأوضحت الدكتورة مشوح أن العناوين العريضة للقاء تتلخص حول ماهية الهوية الوطنية والفرق بين الهوية الوطنية والهوية الثقافية وما هي مكونات هذه الهوية، وبينت الوزيرة أن الهوية الوطنية شعور ينعكس على الأرض علينا استثماره وتغذيته فهناك عوامل داخلية أسرية وتربوية وعوامل خارجية، مؤكدة أن التربية والتنشئة وبناء فكر الطفل يبدا منذ المرحلة التأسيسية الأولى، وهو أكبر عامل مساعد لتعزيز الشعور بالانتماء للوطن، وتابعت إن وزارة الثقافة وضعت مجموعة من الإجراءات لإدارة هذا الملف كاملا، في حال تمت الموافقة عليه، سيتم الانتقال إلى الإطار الإجرائي كالبرامج التنفيذية التي تشترك فيها كل الجهات المعنية، مؤكدة بأن هوية سورية الوطنية تستحق السعي لتعزيزها من قبل الجميع، و أن تعزيز الهوية يعني تعزيزاً للشخصية العربية السورية والانتماء والمواطنة. 

ـ دكتور اللغات القديمة والآثار والتاريخ الاسلامي في جامعة البعث علي صقر أحمد أشار أن اللقاء حوار وطني بامتياز يحمل عنوانا هاما يخص " الهوية الوطنية والانتماء " وتمت مناقشة الأسس المتعلقة بنشأة جيل يتمتع بثقافة وانتماء حقيقي والهدف من الحوار أن نضع أيدينا على الأخطاء وسبل معالجتها لنعيش في وطن حر و معافى.

 ـ عضو مجلس الشعب مغيث ابراهيم: 

هذه الورشة التي قامت بها وزارة الثقافة والتي جمعت عددا من المفكرين، هي ورشة مهمة جدا، وكانت حمص هي المحطة الأخيرة، ونتيجة الحالة والأزمة والحرب على سورية، أصبح هناك تضييعا للهوية الوطنية في مكان معين، وخاصة عند الجيل الناشئ والجيل الذي يحمل بعقليته لحالة معينة نتيجة لتنفيذ أجندات خارجية والتي كان هدفها إضاعة الهوية الوطنية، والغاية من هذه الورشة هو تجميع كل القوى لإعادة تعزيز مفهوم الهوية الوطنية. 

فما هو الوطن؟ ولماذا؟ وماذا سنفعل؟ وما علاقة الوطن والهوية الوطنية مع الهوية الشخصية المتمثلة بالأرقام والأسماء والعائلة وغيرها. فكل هذه لا تشكل هوية وطنية، بل يجب تحقيق الهوية الوطنية. ويجب أن تقوم المؤسسات المعنية، خاصة التربوية، كوزارة التعليم العالي والمنظمات الشعبية والأحزاب السياسية الوطنية والجمعيات الأهلية بتعزيز هذه الحالة وترسيخها عند الطفل وعند اليافع وعند الشاب وعند الإنسان الذي يريد فعلا أن يعتز بوطنه، ويبني وطنا، له حضور ثقافي واجتماعي وأخلاقي واقتصادي، وكل هذه المعايير حتى تخلق هوية وطنية ببصمة سورية للسوريين وحدهم. 

ـ الكاتب في مجال العلوم السياسية وعلم الاجتماع يزيد جرجوس أكد على أهمية التعاطي المتوازن مع مفهوم الهوية التاريخية والمراحل والتراكمات التاريخية .. مؤكدا أن الهوية تبدأ وتتجلى عبر المشاركة والحوار وتعزيز الانتماء الوطني لبناء الوطن والمستقبل. 

ـ الدكتور عبد الرحمن بيطار تناول موضوع الانقسامات الفكرية التي حصلت خلال الأزمة والحوار بهدف تعزيز الروح الثقافية بين أبناء الوطن الواحد وفهم الأخطاء وعدم تكرارها.

الدكتور في جامعة البعث جودت إبراهيم أوضح أن ورقة العمل التي قدمتها الوزيرة مشوح ميزت بين الهويتين الوطنية والثقافية، وكيفية تشكل كل من الهوية الوطنية والهوية الثقافية وماهي معوقات الهوية الوطنية والهوية الثقافية، وكيف يمكن السيطرة على هذه المعوقات وتجاوزها للبحث عن قاسم مشترك واحد وهو القاسم المشترك الأكبر الذي يجمع أبناء الوطن الواحد والذي هو الهوية الوطنية.

ـ أمين شعبة التربية لحزب البعث فؤاد عاصي: 

لا شك بأن هذا اللقاء يلامس قضية جوهرية عميقة تلامس الوطن وتلامس مشكلاتنا من خلال تشخيص وتوصيف علمي دقيق، وبالتالي نحن نريد أن نضع هذا الإطار المفاهيمي ليس في بعده باستخدام المصطلحات والمفردات فقط، بل بالغوص بالمشكلات والمعاناة التي مرت خلال هذا الزمن، وخاصة ما عانيناه خلال هذه الحرب الظالمة القذرة بأبعادها المختلفة، نحاول أن يكون هناك دروس مستفادة يبنى عليها من أجل أن نبني رؤية موضوعية عميقة لوضع سياسات وبرامج نستطيع من خلالها إعادة البناء، بناء هذا الإنسان المنتمي الذي لديه من الوعي الكافي لمواجهة التحديات بأبعادها الفكرية والثقافية والأخلاقية والقيمية، وبالتأكيد نضع سياسات، هذه السياسات الجميع معني بها، كمجتمع مدني، وحكومة، وأحزاب، وقوى، ومنظمات.... هذا الأمر في إطار الحوار، وهذا الحوار لا شك أنه كان جميلا وراقيا وسيتابع من خلال وجهات نظر، وبالتالي هناك اختلاف في الرؤى والآراء والأفكار، ولكن الإجماع كان على أن نضع محددات موضوعية علمية صحيحة دقيقة نستطيع من خلالها الخروج من هذا الواقع المؤلم وبالتالي رسم الخارطة التي من خلالها نبني المستقبل الذي نريد. 

 

 

 

أخبار ذات صلة