بيان في الذكرى الواحدة والستين لثورة الثامن من آذار 1963


لاشك في أن تاريخ سورية قد أخذ منحىً يختلف نوعياً عما سبقه في الثامن من آذار ، الثورة التي تمر اليوم ذكراها الواحدة والستين . ولم يأت هذا التاريخ فجأة وإنما كان نتيجة لتراكمات نضالية شعبية مستمرة منذ الاستقلال ، بل وفي مرحلة الكفاح من أجل الاستقلال ...

 

عبّر عندها البعث عن المشاعر العروبية الراسخة لدى السوريين بأن الاستقلال ليس مجرد عَلَم و حدود ومقعد في الأمم المتحدة ، وإنما هو استقلال الخيار والقرار . وهذا الاستقلال الحقيقي يبدو وجوده نادراً اليوم عند كثير من الدول النامية بل وعند بعض الدول المتطورة كأوروبا التي يكبل يديها تسلط أمريكي شديد الوضوح بما يتعارض مع مصالحها الحقيقية في التعاون مع روسيا والصين والشرق عموماً ..

 

ولعل أهم ما أنجزته ثورة آذار هو انتصارها على نفسها عبر نقد ذاتي فاعل تمثل في الإصلاح الكبير عام /1970/ ، عندما قامت الحركة التصحيحية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد لروحه الرحمة ولذكراه الفخار ...

 

اليوم ونحن نسجل ذكرى آذار يعلم كل مراقب موضوعي أن الحرب غير المسبوقة في التاريخ المعاصر ، التي شنها أعداء الاستقلال مجتمعين علينا ، هي دليل على أن سورية بَنت صرحاً استقلالياً نوعياً ، وأن قوى الهيمنة والإرهاب والصهيونية شعرت بمخاطر هذا الصرح على مطامعها في المنطقة ، وبخوف من أن يصبح مثالاً تقتدي به شعوب وأوطان متعددة .

 

وكما شعرت قوي الهيمنة بمخاطر « الانموذج الاستقلالي السوري » ، شعر السوريون ، شعباً وجيشاً وقائداً ، بمستوى رفيع من الاعتزاز والثقة بالنفس دفعهم كي يواجهوا أعتى أنواع الحروب دون تردد . وكان قرار السوريين بالمواجهة مثالاً جديداً على قدرة هذا الشعب العظيم ومدرسته الكفاحية المتميزة ...

 

شعب متميز ، جيش متميز ، وقائد متميز ... هذه هي مكونات المدرسة الكفاحية السورية . ولابد من تذكيركم أيها السوريون أنه عندما قررتم مواجهة ما لا يمكن لأحد أن يواجهه مثلکم کنتم طلیعیين في قراركم الذي انعكس على المستوى الاقليمي والعالمي ، مبرهناً على ضرورة إنهاء نظام الهيمنة ذي القطب الأوحد ..

 

إننا نُذكر في هذه المناسبة بما أكد عليه القائد الكبير بشار الأسد الأمين العام لحزبنا من أن الصعوبات والتضحيات ستعزز فينا الإصرار على المتابعة حتى النصر ، وسنواجه أية مشاعر انهزامية يحاول الأعداء بثّها في نفوس بعض الضعفاء والمترددين ...

أخبار ذات صلة