(الصداع عرض أم مرض) ندوة طبية في جمعية الرابطة الأخوية بحمص


الحقيقة ـ فايز العباس

حمص 

١٧ / ٢ / ٢٠٢٣

أقامت جمعية الرابطة الأخوية بحمص ندوة طبية بعنوان “الصداع عرض أم مرض” في مقر نادي الجمعية بحي بستان الديوان بحمص القديمة.

 

ـ بداية الندوة كانت مع اختصاصي أمراض العيون الدكتور رامز بيطار الذي أوضح أن الصداع له أسباب متعددة، من ضمنها الأسباب العينية والتي هي أهم سبب، فهناك أسباب عينية متعددة، وأهم سبب هو أسواء الانكسار، وتعني أن الصورة لا تأتي على الشبكية بشكل واضح، ودور أطباء العيون أن يوضحوها ويجعلوها تأتي على الشبكية كي تكون الرؤية أجمل وأوضح. 

وبين الدكتور بيطار أن أسواء الانكسار لها أشكال متعددة كحرج البصر أو مد النظر أو حسر النظر أو تفاوت الانكسار بين العينتين، وهذا كله يؤدي إلى سوء الانكسار، وبالتالي الصداع، والمريض يعبر عن الصداع العيني بأشكال مختلفة كشعور المريض بالوخز بالعين أو جفاف العين أو الشعور بجسم أجنبي في العين أو رفرفة، ولكن الصداع العيني وبشكل أساسي فإن أسواء الانكسار هي أهم سبب للصداع، ولدى معالجة السبب الذي هو المرض، يزول العرض والذي هو الصداع. 

 

ـ من ناحيته أكد إخصائي العصبية الداخلية الدكتور صفوان يعقوب أن الصداع كموضوع هو بحر كبير والمهم أن نوصل الفائدة للناس، وأهم سؤال هو متى يراجع المصاب بالصداع الطبيب؟ 

وأوضح أنه هناك عدة حالات تستوجب ذلك، منها: أي صداع يحدث لأول مرة، وخاصة لمن أعمارهم فوق ٥٠ سنة، أو الأطفال الصغار، وأيضا الصداع بتواتر كبير الذي يحدث مرتين أو ثلاثة أو أكثر أسبوعيا، وأيضا الصداع الذي لا يستجيب على المسكنات، أو أي صداع يترافق مع أعراض عصبية أخرى كتشوش الرؤيا أو اضطراب بحركات الأيدي والأرجل أو غثيان أو إقياء. وأكد أن الصداع هو شكوى وليس مرضا بحد ذاته، وهذه الشكوى تتدرج ضمن نمطين كبيرين، هما صداع بدئي وصداع ثانوي، فالصداع البدئي هو الأساس في المشكلة، أما الصداع الثانوي فهو دليل على وجود مرض مخفي، هو الذي ينتج عنه الصداع كمظهر خارجي، ويجب متابعته لمعرفة التشخيص الصحيح، وبالتالي علاجه. 

 

ـ بدورها بينت إخصائية الأذن والأنف والحنجرة الدكتورة ريم ليوس أنه هناك محاور عديدة تسبب الصداع، أكثرها شيوعا هي التهاب الجيوب الأنفية، وتكلمت عن الأعراض التي تترافق مع الصداع وكيف يحدث الصداع بالتهاب الجيوب الأنفية ويسوء بالانحناء وبذل الجهد، وهناك أيضا الصداع التوتري. عدا عن أعراض التهاب الجيوب والتي هي مفرزات قيحية أو مصلية، حسب الالتهاب، فيروسيا أو جرثوميا، وأيضا هناك التهاب الأنف التحسسي الذي نلاحظه في فصلي الخريف والربيع، وأيضا انحراف الوتيرة، والضخامة بالقرينات، وشرحت ماهي القرينات وأين تكون موجودة بالأنف، ولماذا تسبب الصداع، وكيف تتضخم، وبينت أن من مسببات الصداع أيضا البوليبات الأنفية التي تسبب انسدادا بالأنف وتسبب مشكلة صداعية، إضافة إلى الإنتانات بشكل عام وخصوصا البلعوم والأذن الوسطى، وشرحت عن موضوع ألم الأذن الانعكاسي، مبينة أن تعصيب الأذن متعدد المناشئ حيث تشترك مع الرقبة والأسنان والبلعوم الفموي والأنفي ومع الحنجرة، وأي مرض في هذه المناطق يسبب ألمأ انعكاسيا. 

 

ـ بدوره إخصائي أمراض الأسنان والفكين الدكتور عامر بسطاطي ربط بين شدة الألم وعلاقتها بالصداع، فشدة الألم مهمة جدا لقوة الصداع، إذ أنه ليس أي ألم يشمل الصداع، ولا أي إصابة تؤدي للصداع، فالآلام بمنطقة الوجه والفكين والأسنان هي آلام حادة جدا وبالتالي تسببها لآلام الصداع هي أكثر، وتصل إلى نسبة ٦٠- ٧٠٪، فمشاكل الأسنان ابتداء من التهاب اللب الحاد واستئصال العصب والخراجات السنية والأكياس الفموية وانتهاء بالإصابات المرضية الكبيرة التي تصيب الوجه والفكين، كالأورام والتشوهات، والأكياس الكبيرة، والأورام السليمة والأورام الخبيثة، فكلها مؤهلة لتنتج أصابة صداع مزمن شديد لا يمكن أن يكتشف بشكل بسيط، أما إصابات الصداع عن طريق الأسنان، فيأتي المريض ومعه تشخيص مسبق فهو لديه ألم أسنان أدى إلى صداع، فيكون الحل بسيطا، ولكن أحيانا تكون هناك آلاما مبهمة، ناتجة عن المفصل الفكي الصدغي أو آلام بسبب أن السن لا يزال بالعظم ويضغط على عصب الفك السفلي أو جيب فكي، فيمكن أن يؤدي إلى آلام حادة وصداعات، فالقصة المرضية للمريض والتحدث معه بشكل مفصل عن صفات الألم وعن صفات الصداع تعطي فكرة جيدة، وتوجه نحو التشخيص الصحيح، وعندما يعرف التشخيص بعرف العلاج وتنتهي الآفة التي هي الألم والصداع. 

 

ـ أدار الندوة إخصائي الداخلية القلبية الدكتور حميل خباز والذي أكد أن الصداع البدئي ليس وراءه أي مرض، أما الصداع الثانوي فوراءه العديد من الأمراض، فمن الممكن أن يكون سبب الصداع مرض عصبي بسيط، أو وراءه ورم أو نزيف سواء بالدماغ أو ما حول الدماغ، ومن الممكن أن لا يكون وراءه مرض، وهو الأكثر شيوعا، ونسميه الصداع التوتري أو الشقيقة، وهناك أسباب أخرى كالأسباب القلبية ومنها: ارتفاع الضغط، أو أسباب تتعلق بالأذن والأنف والحنجرة وأهمها التهاب الجيوب الأنفية، وهناك أسباب عينية منها اضطرابات الرؤية، أو ارتفاع ضغط العين (الزرق) وأيضا الأسباب السنية أو الفكية، وهذه مسؤولية الطبيب العام أو طبيب الأسرة والداخلية الذي يوجه المريض باتجاه اختصاص معين، وهل من الضروري إجراء بعض الفحوص المكملة للوصول إلى التشخيص. 

  • ونوه الدكتور خباز إلى أن الصداع وخاصة إذا كان بأعمار مبكرة ومستمر لعدة سنوات فهو ليس خطيرا، وغالبا هو صداع بدئي، وغالبا هو صداع توتري ولا يحتاج إلى شيء، أما المقلق والذي يتطلب مراجعة الطبيب فورا، هو الصداع الحديث العهد الشديد الذي يحدث بعد عمر الخمسين، والذي يترافق بأعراض أخرى كالحرارة أو الهذيان أو الإقياء أو أعراض عصبية معينة، فهذه المجموعة تتطلب مراجعة الطبيب للكشف عن السبب بأبكر ما يمكن، والعلاج والشفاء يعتمد على السرعة في الإجراءات الطبية. 

 

وفي ختام الندوة تم فتح باب المداخلات والأسئلة وأجاب عليها المحاضرون. 

أخبار ذات صلة