الطنطورية. رواية لرضوى عاشور، في جلسة مناقشة في رابطة الخريجين الجامعيين بحمص


الحقيقة ـ كنان محمد سايس

حمص

١١ / ١٢ / ٢٠٢٣

ناقش المشاركون في الندوة الحوارية التي نظمها ملتقى أصدقاء الكتاب بحمص بالتعاون مع رابطة الخريجين الجامعيين بحمص، رواية ( الطنطورية ) للروائية المصرية رضوى عاشور.

وتناول المشاركون البنية الروائية عند الكاتبة عاشور وتركيزها على حالة الاغتراب التي يعيشها أبطال الرواية، وتأكيدها الدائم لحضور فلسطين في أعمالها تاركة للقارئ أن يعيش مساحة الوجع في أحداث استرجاع النكبة. 

ـ الكاتب والناقد محمد رستم بدأ مداخلته بالتأكيد على أن الجميل في الأدب هو اعتماده القراءة بالتاويل و ليس المهم مايقصده النص بل ما يصل منه للقارئ. واصفا الرواية بالتوثيقية بل بالتسجيلية حيث امتدت على مدى أربعة أجيال. مؤكدا أن القضية الفلسطينية لن تموت أو تسقط بمرور السنين، حيث تحولت الطنطورية تلك القرية الصغيرة في فلسطين المحتلة إلى شاهد على النكبة من خلال بطلة الرواية رقية التي تمثل المرأة الفلسطينية في تعاملها مع النكبة والتصميم على المقاومة وعبر المزيد من إنجاب الأطفال، والإشارة بإصبع الإدانة إلى تخاذل بعض الأنظمة العربية العميلة، واقتتال الأخوة بين الحين والآخر فيما بينهم، معتبرا أن الرواية توثق الأماكن وتوثق التواريخ والأشخاص في محاولة لتأكيد الواقعية ،إلى حد المباشرة والخطابية أحيانا. لافتا إلى جمالية السرد، مستشهدا بالمفتاح الذي ينتقل من الأم إلى الابنة فالحفيدة الذي يحمل في رمزيته وحدة التوجه والأمل بالعودة .

ـ الشاعرة ندى سلامة أكدت في مداخلتها على بطولة المكان بداية من العنونة وانتهاء بتوريث المفتاح كرمز لترسيخ الانتماء المكاني والارتباط والتمسك بالحق، مشيرة لاعتماد عاشور على ثنائية المرأة / القرية، ودور السرد في تصاعد الخط الدرامي للأحداث التي ترويها بطلة الرواية رقية، من عمر الثالثة عشرة حتى السابعة والسبعين، فتميل إلى الخيال حينا وإلى الواقعية أحيانا كثيرة، لافتة إلى رمزية توريث المفتاح للحفيدة، تأكيدا على الإصرار للعودة والاحتفاظ بالذاكرة الجمعية واستنهاضها باتجاه القضية المركزية. 

الأديب محمد أنيس، استعرض جانبا من الرواية مركزا على بطلتها رقية، الشخصية المركزية، والسارد الضمني للأحداث، حيث قدمتها الروائية نموذجا للمرأة الفلسطينية المناضلة، شارحا كيف سلطت الكاتبة الضوء على الحرب الأهلية في لبنان والاجتياح الإسرائيلي لها ومارافقها من مجازر في المخيمات الفلسطينية كمجزرة صبرا وشاتيلا، لتغدو الطنطورية ليست مجرد رواية، بل أنها من الممكن أن تكون مرجعا يوثق أحداثا مؤلمة تعرض لها الشعب الفلسطيني على مدى أكثر نصف قرن. وتساءل أنيس عن إغفال الروائية عاشور لنقطة مفصلية هامة، ونقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي وهي حرب تشرين ١٩٧٣ رغم ذكر الكثير من التفاصيل الصغيرة والغير مؤثرة والتي لا ترتقي بأي شكل من الأشكال إلى حجم وتأثير ونتائج حرب تشرين ١٩٧٣.

أخبار ذات صلة