أخوة الجنون ـ مسرحية لزيناتي قدسية في حمص


الحقيقة ـ فايز العباس

 

حمص: 

٢٣ / ١١ / ٢٠٢٣

بقالب من الكوميديا الراقية، واللغة السهلة، والحركة المحببة، أوصل الفنان زيناتي قدسية رسالته إلى الجمهور عبر العرض المسرحي ( أخوة الجنون ) الذي ألفه وأخرجه ومثل فيه عبر فرقة نقابة الفنانين بحمص. على مسرح قصر الثقافة بحمص. 

وفكرة العرض تدور حول من ينأى بنفسه أو يقف محايدا أو رماديا عندما يكون الوطن في أزمة أو مأزق أو يتعرض للخطر، ظنا منه أنه سينجو، أو لن يأتيه الدور. 

ـ رئيس فرع حمص لنقابة الفنانين أمين رومية: 

العرض الذي قدم اليوم هو لصالح فرع حمص لنقابة الفنانين. النص من تأليف وإخراج الفنان زيناتي قدسية، وفكرة العرض حول مجموعة من الناس حاولت أن تنأى بنفسها عن الواقع وعن أي صدام مع أي جهة، ظنا منهم بأن هذا يحقق لهم النجاة أو الخلاص، ولكن ثبت العكس، بأن مواجهة الواقع ومواجهة الغطرسة هي الحل الأمثل، ومحاربة الطغاة لا تكون بالدعاء، إنما بمواجهتهم، فهناك من يتحكم بهذا الكون ويدعي أنه يحمي الحرية، فالأنظمة الموجودة حاليا، والتي تمارس كل أنواع الظلم والعدوان على البشر، وهي تدعي أنها تنشد الحرية وتحميها وترفع تماثيل الحرية. ولكن ثبت أن هذا غير صحيح. 

العرض أوصل لنا الفكرة بشكل واضح وجميل، وفيه شيء من الكوميديا الممتعة، ولكنه ليس عرضا هزليا، وإنما عرضا جادا أوصل لنا فكرته بأسلوب محبب وجميل، والجمهور كان متفاعلا جدا مع هذا العرض، وشارك مع الفنان قدسية مجموعة من الشباب الهواة ـ وهذا ما يعنينا ـ الذين يبشرون بمستقبل مهم، لديه مجموعة من الشباب الطموحين والموهوبين، وهذا يشكل للمستقبل رافدا للحركة المسرحية في حمص، وهذا يسجل إنجازا مهما للعرض المسرحي، فالفنان زيناتي قدسية ـ في نظري ـ هو خير من يبني لنا جيلا مسرحيا. 

ـ المخرج المسرحي حسن عكلة: 

نحن اليوم أمام عرض احترافي بكل معنى الكلمة، وراءه مسرحي كبير هو الفنان زيناتي قدسية والذي له تجربة كبيرة بصناعة عرض مسرحي، واشتغل قدسية على أسلوب هازل ساخر متهكم، كمن يصنع عقدا مؤلفا من مجموعة مشاهد لمجموعة أحداث لمجموعة نماذج بشرية، لكل واحد منهم حكايته ولكل واحد قصته، وبدأوا يعيدون إنتاج القصص تمثيلا من أجل إيصال الرسالة للمشاهدين بأن الحل الفردي هو حل عقيم، وأن الحل الجماعي هو حل يصنع الأمة ويصنع الوطن ويصنع المجتمع، وقد وصلت رسالة هذا العرض إلى المشاهدين. 

لكن أعيب على العرض بعض المبالغات، وتحويل مفهوم الإنسان إلى دمية، إلى مسخ، وهذا يخالف وظائف المسرح ـ من وجهة نظري ـ فوظائف المسرح تنتصر للإنسان المسحوق، المضطهد، المضطرب.. إلخ. لكن هنا شكل عبئا على هذا الإنسان، فضاعت قضيته. إذا، غايات الفن العظمى هنا مبعثرة على الشخوص، على الحكايات، على النماذج، وطبعا أنا لا اميل إلى فن النماذج ـ كمسرحي ـ لا أميل إلى الأنماط والنماذج لأنها تعني النمط والنموذح، بينما الإنسان أكبر من أن يكون نمطا وأكبر من أن يكون نموذجا وأكبر من يكون في حقل الاختبار ( البؤس والإحباط والمهزلة). 

الممثل المسرحي حسين عرب: 

أتمنى أن تكون الرسالة التي قدمناها من خلال العرض وصلت للجمهور، ومن خلال الصمت في الصالة والمتابعة والتصفيق والضحكة في الأوقات والأماكن المناسبة استنتجت أننا كنا موفقين بالعمل، وفخر كبير لنا أن نعمل مع عميد المسرح الفنان زيناتي قدسية. 

ـ المؤلف والمخرج والممثل الفنان زيناتي قدسية: 

قبل الحديث عن الفن والمتعة، أعتقد شخصيا ككثير من الناس أنه عندما يقع الوطن بأزمة لا يعود الوضع يحتمل عدة ألوان، فإما مع الوطن أو لا، إما أسود وإما أبيض، أما الرمادية والحيادية والنأي بالنفس، وترك الوطن مريضا وعليلا ومأزوما، والذهاب للضحك واللعب على حساب الناس الذين يدافعون عن هذا الوطن ويواجهون هذا الواقع فهي مرفوضة. فنحن محتاجون لكل أبناء شعبنا ( شبابا وشيوخا وأطفالا ورجالا ونساء) أن يقفوا ويواجهوا هذه الأزمة، وإلا لن نخرج منها، أما أن يكون هناك شرائح تنأى بنفسها مثل بعض الدول العربية، عما يجري لنا في سورية وفلسطين وغزة، وكأنه ليس لهم علاقة، ويظنون أنه لن يأتيهم الدور، هؤلاء الرماديون الذين ينأون بأنفسهم، هم الذين ستتدحرج جماجمهم على قارعة الطرق لا حقا. 

وعرض اليوم يدور بهذا الفلك، أما المسائل الفنية، فهي طريقتي في العمل، وهي كوميديا راقية تنتمي إلى منطوقنا وملفوظنا الشعبي الشفهي الذي نعيشه يوميا، وهذا دورنا أن نقرب الأفكار العميقة بأي طريقة من الطرق، والطريق الأفضل أن تذهب باتجاه المنطوق الشعبي كي يلتقطها المشاهد ويشعر بهذا الالتذاذ وهذه المتعة في مشاهدة العرض. 

شارك بالتمثيل: أفرام دافيد ـ حسين عرب ـ زين الدين قلعاوي ـ بشار منصور ـ الياس فرهود ـ عز الدين عيسى ـ سومر مخول ـ محمد النعمان ـ الليث كراكيت. 

 

 

 

 

 

 

أخبار ذات صلة